الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وبعد.
فالله تعالى هو رب العالمين، وهو خالق كل شيء؛ له ملك السموات والأرض وما بينهما، وله الأسماء الحسنى، هو العلي العظيم، سبحانه.
والله تعالى خلقنا لعبادته، قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات (56)]، وأمرنا بطاعته وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [التغابن 12].
وقد أرسل الله تعالى ملائكته بكتبه على رسله، وفيها شرعه وأوامره، وأخبر بالحساب عليها في اليوم الآخر الذي لا يوم أعظم منه، فإما جنة لمن أطاع أمره، وإما نار لمن عصاه، وقدر في ذلك المقادير العظيمة: ولهذا كان من أهم الأعمال على الإطلاق: العلم بما يأمر به الله سبحانه، لنعبده بما أمر.
ولما كانت هذه الشريعة تشمل مصالح الدين والدنيا : كانت واسعة لا يستطيع أن يتعلمها الإنسان مرة واحدة، ولما كان فيها المهم والأهم، وفيها الواجب والمستحب، كان من الواجب تقديم الواجب، لأن في العلم به والعمل به نجاة الدنيا والآخرة.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن يُرِدِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ) [رواه البخاري : 71]، قال العلماء: "فقه هذا الحديث أن من لم يرد الله به خيرا لم يفقه في الدين".
وبين يديك كتاب علم يجمع أهم العلم الواجب بأدلته، يقدمه بطريقة ميسرة، تصلح للتعلم والتعليم، وبالله تعالى التوفيق.